اشتُقت كلمة الفلسفة من الأصول الإغريقيّة القديمة؛ حيث ظهرت القواعد الأولى لذلك العلم أو المنهج في التفكير، ويُشير مصطلح الفلسفة عموماً إلى أحد أقدم النشاطات الإنسانية، وهو التفكير وحب المعرفة بغرض الوصول إلى الحقيقة والحكمة، وقد عرفت الفلسفة في كافة الحضارات القديمة بأشكالٍ وتعبيراتٍ مختلفة، وكان لكلّ ثقافة من ثقافات تلك الشعوب أثرٌ كبيرٌ وواضحٌ في التفكير البشري بصورة عامة.
تحمل الفلسفة العديد من الأسئلة الأساسية من أهمّها السؤال عن ماهية التفكير والفلسفة ذاتها، حتى إنّ البعض يصف الفلسفة بأنها التفكير في التفكير، وقد مرّت بالعديد من التطورات التي صاحبت التقدم البشري في كافة المجالات، كما أنّ العديد من الأفكار الفلسفيّة قد تأسست ومن ثم أثرت انعكاساته على العديد من المجتمعات وصولاً إلى الفلسفة في صورتها الحديثة.
مفهوم الفلسفة الحديثة مجال الفلسفة الحديثةتتجه الفلسفة في صورتها الحديثة إلى الارتكاز على التقنية والمنطق، وبالتالي اختلفت المواضيع التي تبحث فيها عن المسائل الفلسفيّة القديمة كالعدل والحق، وتشمل اهتمامات الفلسفة الحديثة نظريّات المعرفة والأخلاق واللغة والعقل، كما تشمل بعض الدراسات الفلسفية الحديثة كلّاً من العلوم بأنواعها والفنون وفلسفتها.
تاريخ الفلسفة الحديثةتختلف الفلسفة الحديثة عن الفلسفة المعاصرة من حيث التعريف والفترة الزمنية التي ظهرت كلٌّ منهما بها، وقد نشأت الفلسفة الحديثة في القرن السابع عشر في أوروبا الغربية، وتعد الفلسفة الحديثة الأكثر شيوعاً بين أغلب دارسي وقرَّاء الفلسفة حول العالم في الفترة الراهنة، ويحدد بعض المؤرخين تلك المرحلة بظهور فلسفة الشك عند ديكارت؛ حيث وصفوها بأنها بذرة الفلسفة الحديثة في غرب أوروبا، بينما يُرجعها البعض إلى عصر النهضة.
انقسم الفلاسفة في تلك الفترة إلى مدرستين كبيرتين، ضمنت كلّ واحدةٍ منهما العديد من أعلام الفلسفة كما نعرفها اليوم، وكانت المدرسة الأولى هي المدرسة العقلانية التي رأى روّادها أنّ المعرفة الإنسانية تبدأ من الأفكار البشرية والعقل، وتزعّمها في كلٍّ من فرنسا وألمانيا ديكارت، وسبينوزا، وباروخ، ومالبرانش؛ بينما أصرّ أنصار المدرسة المقابلة وهي التجريبية على أنّ المعرفة الإنسانية تبدأ بالتجربة الحسيّة، وعلى رأسهم جون لوك، وديفيد هيوم، وجون بيركلي، وقد بحث العديد من روّاد تلك المدرسة في فلسفة السياسة، الأمر الذي أثّر على الواقع السياسي الأوروبي فيما بعد.
كان كانط ثورياً في الدعوة إلى الوحدة بين العقلانية والتجريبية في أواخر القرن الثامن عشر، واستمرت أفكاره في التطور على يد اللاحقين فيما عُرف بالمدرسة المثالية الألمانية، التي بلغت مداها على يد هيغل، ومن بعده عمل كارل ماركس على نقد الفكر الهيغلي ليؤسِّس للأفكار المادية التاريخية.
المقالات المتعلقة بمفهوم الفلسفة الحديثة